المحور الأول للراغبين في الزواج

بسم الله الرحمن …

شهدت يوم السبت 16 …

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد:
بعد استيعابكم للمقدمة التمهيدية وبعدما أدركتم مراميها وأبعادها وبعدما تمسكتم بأول حلقة من حلقات هذه السلسلة التي أسأل الله أن ينفعنا بها جميعا دنيا وأخرى أعود لأمخر عباب هذا الموضوع الشائق الشائك "وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"
المحور الأول: نظر الإنسان إلى ذاتيته قبل النظرإلى ذاتية مكلمله شرعا.
فعلى قدر الإدراك والقناعة على قدرالتضحية والفداء وعلى قدر الحال على قدر النتيجة،مالم يقع تدارك جذري لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان.
وقد يرى البعض عدم التوافق والتجانس بين طرفي الزواج قلبا وقالبا لكن ذلك محمول على الإستثناء ومدى ابتلاء الله الطرف المحافظ على قدر تشبته بإيمانه، قال الله تعالى:"بسم الله الرحمن الرحيم الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
وقد جاء هذا النص القرآني مطلقا لا مقيدا بشيء معلوم ضرورة ولا حكما فكيف هو الحال عندك أخي الكريم أختي الكريمة؟
إن النظر المبدئي للذات قبل الشروع في أي عمل أو تصور مستقبلي لهو مساهمة جزئية سوف تصبح كلية يوما ما في البناء والشموخ للمجتمع، ومحافظة على توازنه واستقلال كيانه ومكوناته
لكن الغريب في طباع الناس أنه ما من أحد إلا ويتطلع إلى زوجة ترضي مطامحه من منظوره ودافعه الخاص الذي يختلف بين الراغبين في الزواج باختلاف مقاييسهم وقناعاتهم الشخصية والدينية والبيئية.
لكن من من بين هؤلاء وقف مع نفسه وقفة حزم وعزم ليسأل نفسه إن لم يستطع مساءلتها؟
هل هو أهل لما يصبو إليه؟ وما الباعث على ذلك النوع من التمني؟
ولأية غاية؟ وسعيا إلى تحقيق ماذا في الحياة؟
وما أثر ذلك على المجتمع الصغير الذي سينمو ويتفشى في المجتمع الكبير وبالتالي تحدي وشموخ أو تردي ورضوخ؟
وإنني إذ أشير إلى هذا الجانب – جانب التكافؤ- لأحصره في الجانب الخلقي الديني وليس الجانب المادي والجسماني إذ ذاك مقياس لقوم آخرين وأجناس أخرى
ذلك أن العبرة بالأدوم وليس بالأضخم ولا السلجم، فقد تزوجت سيدة نساء أهل الجنة التي ابناها سيدا شباب أهل الجنة بنت سيد ولد آدم فاطمة (ض) عليا (ض) ولا يملك إلا ذرعا يقيه من طعنات السيوف قدمه لها مهرا.
وهل من بنات حواء اليوم من تزن قدر فاطمة الزهراء ولا نسبها ودينها ...؟
وإن لم لم هناك توافق خلقي وديني جرت الأمور على الطريق الأعوج... ولا عبرة بالاستثناء الاجتماعي
فعن صاح سر رسول الله (ص) حذيفة بن اايمان (ض) قال: قال رسول الله (ص) نزلت الأمانة في زجر قلوب رجال الإيمان في قلوبهم كالجبال الرواسي لو أرادوا أن ينالوا الثريا بأيديهم لنالوها بإيمانم" متفق عليه.
فاحملي أختاه الأمانة بقناعة وصدق واحمل الأمانة أخي الكريم الأمانة كذلك ولا تخف.
وإلا فما أصدق قول من قال:
" ألا أيها المنكح الثريا سهيلا ""عمرك الله كيف يلتقين؟
هي شامية إذا ما ستقلت"" وسهيل إذا ما استقر يماني؟

جزاك الله خيرا أخي وصديقي سعيد لقد صدقت في كل ماطرحت من تساؤلات فعلا المرأة تحب أن تعامل من الرجل كما يحبها أن تعامله. لها غيرة ولها أحاسيس وعواطف... كما للرجال ذلك لكن أنانية الرجل وغطرسته تجعله يعامل المرأة كأنها بضاعة قابلة للتسويق وهذه هي الحقيقة حسب تصوري المتواضع فما رأيك؟؟
وسامحني على التطفل على موضوعك
تحياتي : شهيد خليل

موضوع: رد 2010-04-13, 14:30

سلام وبعد
إن هذا وحده لا يكفي فهل من نقاش أو مشاركات أو نقد او تعقيب...حتى يكون هناك تفاعل فكري علمي متكامل؟
إذ الغاية واحدة والله شهيد تتلخص في كوني أحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من شباب هذه الأمة وفتياتها من الإغراآت المادية والصور الخادعة والرفقة المدمرة....يحملني حب إخواني جميعا إلى المساهمة ولو كنت لست أهلا لذلك
ومساهمة في رفع شأن كلية الشريعة علما وخلقا وأفقا
الآن وقد استوعبتم المقدمة التمهيدية لهذه لهذه السلسلة المتواضعة وتمسكتم بأول حلقة منها في نظركم ما المحور الذي سيردف هذا بعد أيام؟
أريد جوابا وتفاعلات نقدية أو نقاشية أو زيادة...فلا تبخلوا عنا بفيض علمكم.
تحياتي للجميع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "تُنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفَر بذات الدين تَرِبَت يداك"، وعن أبي حاتم المزني – رضي الله عنه – عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد " وفي رواية : " وفساد عريض".
فاختيار كل من الزوج والزوجة يجب أن يكون مبنيا أولا على أساس الدين والخلق ، وهذا الأساس لا يجوز التفريط فيه بحالٍ من الأحوال ، وإلا كان الزواج غير موفَّق ، ولا يبارك الله فيه ، وهناك أسسٌ ومعايير أخري ينبغي مراعاتها، ولكن يمكن التنازل عن بعضها في سبيل الحصول على الدين.
فلا بد إذا من الدين والخلق معا، فلا بد أن تكون المخطوبة محجبة، محافظة على صلاتها و دينها، لا ترتكب الكبائر ، ولا تصر وتداوم على الصغائر، فلا يكفي أن تكون محجبة ـ رغم أهمية الحجاب ـ بل لا بد أن تكون متدينة حقيقة، فالمحجبة التي تتهاون في الصلاة لا تكون ذات دين، والمصلية التي لا تلتزم بالحجاب لا تكون صالحة، والمحجبة المصلية السيئة الأخلاق لا تصلح أيضا.
ولكن لا تطلب الكمال والحد الأعلى في الدين والأخلاق، فطالما أن الفتاة على جانب كبير من التدين، وحسنة الخلق ومتستعدة لتحمل مسئوليتها كزوجة فاحرص عليها ، فمن النادر أن تجد فتاة ملتزمة بكل تعاليم الدين: فرائضه وسننه ونوافله، لأن هذا الدين واسع، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق" بمعنى أن كلاً منا -رجلاً أو امرأة- يأخذ من هذا الدين بما وفقه الله إليه، فبعض الناس لهم اجتهاد خاص في الصلاة، وبعضهم في الصيام وبعضهم في الإنفاق في سبيل الله، وبعضهم في الجهاد… إلخ

ولا يجوز طاعة الأهل في اختيار امرأة متبرجة على أمل أن تتحجب بعد الزواج، فالتي تعجز عن الالتزام به قبله لا تقدر أن تفي بوعدها بعد، وأنت لا تضمن أن تطيعك فيه ، والقلوب ليست بيد أحد من البشر ، بل بيد الله تعالى وحده ، والإنسان لا يملك هداية من يحب ، بل الله يهدي من يشاء، والرجل المسلم يريد زوجة متدينة تعينه على أمر دينه ، لا يحتاج إلى امرأة تحتاج إلى أن تتعلم الدين والالتزام، نعم .. إن بدأت الإلزام وظهر استعدادها بالفعل لتصليح أوضاعها المخالفة فلا بأس ولكن يجب التأكد من ذلك قبل الزواج ، وينبغي السؤال عن الزوجة من خلال معارفها والمقربين إليها ممن يعلمون مداخلها ومخارجها ، ولا ينبغي الانخداع بزخرف القول ومعسول الحديث وبريق الوعود الزائفة قبل الزواج . وعلى المسلم أن يدعو الله تعالى ويستخيره مستعينا به وطالبا منه الزوجة الصالحة .
وكل ما سبق ذكره يجب أن يتم قياسه كذلك على الرجل ليكون زوجا صالحا.
والله تعالى أعلم.

موضوع: رد 2010-04-14, 06:11

السلام علبكم ورحمة الله وبركاته وبعد
شكرا للأخت إكرام على مشاركتها القيمة والتي ماناديت بعودتها إلى المنتدى إلا لجانب التفاعل وإغناء النقاش من منطلق النقل فجزاك الله أختاه كل خير كما جزى كل من يحمل حبا لإخوانه من قريب أو من بعيد
لايهم حجم المشاركة أو منطلقها أو صيغها ...بقدر ما تهم المشاركة في حد ذاتها ولو شكلا فقد تتسبب في إنقاد من لم يجد أن ينجده في زمن طغت فيه مصائد الشيطان وأقول
إن هذه السلسلة لهي مترابطة الحلقات لا ينبغي أن أقدم محورا على آخر وما أشير إليه سيأتي لحظة أوانه شيئا فشيئا، وتعودت على الإختصار لكن من تتبع الكلمات بروية لم يجد نقصا لفظا ولا معنى
إذ ليست العبرة عندي بالكثرة وإنما بضبط اللغة لتفجر بين يديك معاني هائلة في كلمات أو سطور مع صحة المنطلق الشرعي أو الفكري
تحياتي للجميع
والسلام

» إلى الراغبين في الزواج
» الزواج والطلاق ف3م1
» ما حكم الاسلام في إقامة فرح الزواج في رمضان
» تنازع القوانين في انعقاد الزواج بالمغرب
» طلب دروس الفصل الأول