- سعيد عطاط كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إن ما نراه وما نلمسه من عبارات في تمام الفصاحة والإفصاح بين هرمين كبيرين من أهرام العلم والمعرفة
لم يقف البعد الجغرافي حائلا بينهما لهو مصدر فخر واعتزاز لنا كطلبة ورسالة في تمام الوضوح إلى كل من
منتسب إلى العلم وهو غير مكترث للتوعية والتبليغ متخذ من مبررات ومسوغات لا يقبلها العقل فضلا عن النقل
ذريعة لتقاعسه، ومن هذا الموقع أدعو كل من له غيرة على المجد والأمجاد على الشيوخ والأحفاد كل التاريخ والحاضر والمستقبل أن ينهج نهج هذين الرجلين العظيمين لأننا بحاجة إلى يد قوية من رجل قوي تنقدنا وننقد تعلقا بها من
من هو على وشك أن يلفظ أنفاسه وشهقاته الأخيرة غرقا من بني جنسنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
وكل من يحمل قدرا من العلم فهو مأمور بتبليغه ومتوعد من لم يرفع بذلك رأسا
حياكم الله جميعا ودمتم لنا كواكب نهتدي بها
والسلام عليكم
الأستاذ سعيد عطاط ..المحترم..أشكرك وأحييك بأجمل تحية وهي السلام عليكم ورحمة الله ..
دعوتك لوجوب النهضة..من قبل بعض من يكادون يغادرون ولا ينشرون ..دعوة أراها ملحة وذات تنبه ويقظة وصحوة .. :
إليك هذه الهدية خصيصا لك وانظر فيها نظرك ..ما دمت قد أفصحت عن مستواك العالي.. وما حباك به المولى العالي..
الإنسان والطبيعة
في جدال
نظرا للحرارة غيرالعادية التي اجتاحت كوكبنا الأرضي خلال السنوات الأخيرة..والتي يبدوأنها ستزداد خطورة، على الإنسان والحيوان والطير معا..إن لم يتم تدارك الأمر، فقد جرى في هذا المجال بين الإنسان والطبيعة سجال ساخن سخونة المناخ والطقس والجو، ، تركزت وقائعه حول من تسبب في ذلك الوضع الخطير الذي لم تعرف البشرية مثيلا له من قبل ، وكان النقاش قائما على الشكل التالي:
الإنسان: تظنين نفسك صاحبة فضل كبيرعلي، وقد تناسيت أني ومنذ آلاف السنين – أنا من عَمَرَك وحافظ على أديمك مخضرا.. وعلى غاباتك كثيفة مزدهرة.. وكان بإمكاني أن أقضي عليك نهائيا، بفضل ما أوتيت من مخترعات ومبتكرات لم تتوفرلأحد من قبلي، لولا خوفي من الله، واستجابة لأمره، وهوالذي استخلفني فيك، وجعلني مكرما.. وحملني في برك وبحرك!!
الطبيعة: ذلك صحيح، ولكنك قد غفلت شيئا آخر مهما جدا، لم تتذكره، أولم تشأ ذكره.. قبل أن تدخل هذه المزايدة السخيفة علي، آلا وهو: أنك مخلوق من ترابي..أي أني أنا الأصل وأنت الفرع..فبمَ تفاخرأو تزايد إذن؟!!
الإنسان: تقولين مخلوق من ترابك! ومن أخبرك بذلك ؟..
الطبيعة: ذلك يعلمه الكبيروالصغير، أتنكرأم تتغابى؟!!
الإنسان: صحيح قد خلقني الله من صلصال كالفخار..ولكن أي صلصال وأي فخارأوتراب تقصدين؟!! هل هو ترابك الدنيوي هذا ؟! أم تعنين ترابا آخر، لا يعلمه إلا الله!!
الطبيعة: ذلك أمرخطير.. ولا أستطيع فهمه، وهو بطبيعة الحال يتجاوزني.. ولا يمكن الجزم فيه، المهم عندي هو أنك أنت مني وأنا لست منك..
الإنسان: تعالي نبسط الأمورولا نعقدها ، أنا هو من غرس فيك كثيرا من الأشجار، ومهد فيك السهول وزرع الحقول وأنشأ جنان النخيل.. وأخرج من باطنك مياها دافقة.. وجعلها جارية منسابة على سطحك، ليشرب منها كل طائر وكل دابة..وذلك بفضل عمليات الحفرالتي قمت بها عبر تجاربي العديدة..لأقهرك وأطوعك لخدمتي ولأجعلك تمدينني عنوة بكل خيراتك..
الطبيعة: تتكلم عن المياه..؟ المياه كانت وما تزال جارية دفاقة منذ الأزل، في ينابيع وأنهار، منهمرة في شلالات ووديان.. بينما أنت لم تتعد فيما بذلته من جهد سوى أن قمت بتوجيهها وتنظيم عملية إخراجها من باطني..ولم تستفد منها فقط، بل عمدت إلى تبذير الجزء الأكبرمنها ولوثت المتبقي.. وجعلت السحب التي تحمل الودق تضطرب في رحلاتها.. وصارت لا تعرف اتجاها محددا لها.. فحرمت مناطق كثيرة من الغيث النافع.. وأغرقت أخرى في بحور من الفيضانات.. وذلك كله بسبب ما نفثته وما تزال تنفثه مصانعك ومعاملك من غازات سامة ضايقتني وأبخرة مضرة أهلكتني.. وها أنت تفاخر وتزايد علي، وكأنك بريء براءة الذئب من دم يوسف.
الإنسان: أوتعرفين سيدنا يوسف عليه السلام؟
الطبيعة: طبعا أعرفه..أليس هو من قام إخوته برميه في الجب بباطني، وقد احتفظت به معززا مكرما حتى أخرحه السيارة منكم.. ثم صاربعد ذلك القوي الأمين على خزائني؟
الإنسان: ذلك صحيح.. ولكن أين تريدينني أن أنشيء مصانعي وأقيم معاملي التي لولاها لبقيت البشرية جمعاء حبيسة تخلفها الاقتصادي، تتخبط في مآسي الفقروتعمه في ظلمات الجهل وتعاني من مصائب المرض ؟!
فلولا ذكائي الخارق وديناميكيتي في الاكتشافات والاختراعات ما تطورنا كل هذا التطور المذهل.. فقد أنشأنا عبرالعالم 40 ألف سد، أكبرها بدولة البرازيل التي تضم رئة العالم ..غابات الأمازون.
ومن جهة ثانية.. لا بد أن تعرفي أن هناك أناسا طيبين في كل مكان وفي كل زمان.. فأنا وكل سكان الجهة الجنوبية منك، ما نزال نحافظ على ثرواتك البيئية ولم نمسها بسوء، اللهم إلا حينما نقلع بعض الشجيرات الهرمة التي نستدفيء بحطبها، أو نستعين بها لتشييد منازلنا ..
الطبيعة: وماذا عن سكان الجهة الشمالية من العالم؟
الإنسان: في الجهة الشمالية من كوكبنا قد اكتسحوا مساحات واسعة منك، وشيدوا عليها مدنا عملاقة، وشقوا عليها طرقات اسفلتية استهلكت ملايين الهكتارات الخصبة، ناهيك عن تلك الغازات السامة المنبعثة من مصانعهم والتي ثقبت طبقة الأوزون وهددت القطب الشمالي بذوبان ثلوحه المتجمدة..وعن تلك الحرائق التي ما يزالون يتسببون في نشوبها واندلاعها، والتي أصبحت تحرق من غاباتك في كل دقيقة 28 هكتارا عبر العالم.
ثم آلا تعلمين أيضا أن 15 % من النباتات الأوروبية قد انقرضت منذ مئة سنة، مع أن أول من بدأ بناء السدود في العالم هم قدماء المصريين.. وأن20 % من كهرباء العالم تنتجها السدود التي أنشأناها؟ وأن 40% من كوارثك التي تسمى طبيعية قد تسببت فيها الفيضانات التي نجمت عن تلك الأسباب؟
الطبيعة: ها أنت تعترف أن الإنسان قد أجرم في حقي، على الرغم من كوني قد حملته على أديمي حيا واستضفته في باطني ميتا، وعوضا عن أن يقوم بإستصلاح أراضي المتصحرة.. وتعميرمساحاتي القاحلة.. راح يخربها ويفسد فيها، ولم يدرك بعد أنه إن استمرعلى هذا الوضع اللامعقول في تصرفاته فسوف أتحول إلى الأسوِء وأغير مهامي.. وساعتها تندلع شرارة ثوراتي الكامنة في براكيني وزلازلي وفيضاناتي.. وأنضم إلى بقية الكواكب الجرداء الجدباء السابحة في الكون الفسيح... لذلك فقد أضحى من واجبي القول - وبملء فوهات براكيني وهديرأنهاري وحفيف أشجاري ولمعان برقي ومخاوف رعدي- أنه قد أعذرمن أنذر..
..
..