بعد أن تم الإعلان عن نتائج امتحانات السداسية الأولى بجميع الكليات وبعد الشروع في السداسية الثانية, لازال طلاب كلية الشريعة بفاس لم يعرفوا موعد الامتحانات بعد...
والسبب صراع قديم بين عميد الكلية وغالبية الأساتذة صراع لا يدري الطلبة حيثياته ولا خلفياته, لكنهم يؤدون ثمنه غاليا ويجنون جراءه ثمارا لم تغرس أشجارها أيديهم. صراعات ومشاكل عمرت طويلا.
و في السنة الماضية التزم السيد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بإيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل لكن يبدو أن الجرح لم يستأصل بشكل تام و سرعان ما اشتعلت النيران هذا الموسم وألهبت بلهيبها المحرق طلبة الكلية, حيث وجدوا أنفسهم أمام أستاذين للإعلاميات والإنجليزية أحدهما عينته رئاسة الشعبة وآخر عين من طرف العميد بل الأكثر من ذلك أنهم وجدوا أنفسهم أمام مسلكين مختلفين مما حطم نفسيتهم وجعلهم يسلكون طريقا وهميا لا يدرون منتهاه, بل وجدوا أنفسهم على مفترق الطرق و لا يدرون أي طريق يسلكون.
هذه المشاكل وغيرها جعلت الطالب بين حيص وبيص : استعمالين للزمن, ومسلكين مختلفين, وتهديدات من طرف العميد بسنة بيضاء وعدم إمضاء الشواهد ...
وعلى الرغم من كل هذه الصراعات والعراقيل واصل الطلبة دراستهم على غرار ما حدد من طرف الأساتذة واستمر الوضع على ما هو عليه بل ازداد سوءا بعدما تم الإعلان عن موعد الاختبارات من طرف الأساتذة في 15/02/2010 حيث أنه وبمجرد تعليق الإعلانات من طرف رئيس الشعبة السيد العمريش أزيلت لتوها من طرف العميد أمام أنظار الطلبة الذين اجتمعوا لمشاهدة الإعلانات ... وأصدر بعد ذلك بيانا يهدد فيه الطلبة ويجبرهم على عدم إجراء الامتحان في التاريخ المقرر من طرف الأساتذة ويحملهم المسؤولية الكاملة في حال اجتيازه. كما أكد أن الإعلان عن موعد الامتحانات ليس من صلاحيات رئاسة الشعبتين, بل هو من له كامل الصلاحية في الإعلان عنه بعد انعقاد مجلس الكلية الذي أبى أن يعقده حسب ما جاء على لسان بعض الأساتذة, ليصدر إعلانا في 22/02/2010 يخبر من خلاله الجميع بأنه تعذر انعقاد مجلس الكلية وأنه على الرغم من ذلك فقد قرر إجراء الامتحانات في 22/02/2010 وأن الفترة مابين 15 و22 من شهر فبراير ستكون عبارة عن عطلة تهيؤ فيها الإدارة أجواء الامتحانات عطلة وصفها جل الأساتذة بأنها "عطلة غير رسمية"
وبقرار فردي أغلق العميد الكلية في وجه الطلبة الباحثين وإداريي الكلية وجميع الأساتذة يوم 15/02/2010 مما جعل الطلبة الذين حظروا لاجتياز الامتحانات يقفون وراء قضبان باب الكلية المقفل بإحكام والشتاء تتهاطل على رؤوسهم مما دفعهم إلى عقد حلقية تقريرية قرروا من خلالها مقاطعة الدراسة والدخول في اعتصام مفتوح إلى حين تسوية الوضع واستمر اعتصامهم تحت الأمطار والبرد الشديد مدة 5 أيام دون مبالاة من طرف العميد مما جعلهم يطالبون بإقالته هذا المطلب جاء على رأس كل المطالب التي قدمتها اللجنة المنتخبة عن الطلبة للجنة الوزارية التي زارت الكلية مساء 22/02/2010 بغية التحقيق في الإختلالات التي تشهدها الكلية .
هذا وقد امتنع الطلبة عن ولوج الكلية رغم فتحها في 22/02/2010 وقرروا مواصلة الاعتصام, كما هددوا في بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه بخوض مسيرات احتجاجية من داخل الأحياء الشعبية والسحب الجماعي للشهادات إن لم تحل مشاكلهم في أقرب الآجال.
هذا بخصوص الطلبة, أما فيما يخص الأساتذة فهم بدورهم حرموا من ولوج الكلية أسبوعا كاملا, مما دفعهم للدخول في إضراب مفتوح مطالبين برحيل العميد وبقدوم لجنة من أجل افتحاص مالي ومنددين بما قام به العميد وواصفين قرار إغلاق الكلية ب"الكارتة" معتبرين هذا القرار تعطيل لمرفق عمومي ومهددين بطلب الإنتقال الجماعي من الكلية... جاء هذا في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه وتضمن البيان أيضا عزم فرع النقابة على جعل يوم 15/02/2010 موعدا سنويا للأبواب المفتوحة وعلى النقيض من ذلك جاء على لسان أحد الطلبة "أنا هاذ نهار الإثنين الأسود غانجعلو ذكرى نحتافل بها وخا غي وحدي"
قد يبدو أن هناك اتحاد بين الطلبة والأساتذة لكن الأمر على خلاف ذلك هذا مايستفاد من تصريح أحد الطلبة "حنا ماحنا مع العميد ولا مع الأساتذة حنا باغين غي ماطاليبنا تحقق أوصافي اوراه ماغاديش نقبلوا الحلول الترقيعية كيف ماوقع العام الفايت"
ملاحظة هذا المقال أرسلته لجريدة "أحداث سايس" ستدرجه في عدد هذا الشهر إن شاء الله.
يمكنكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني chariaa.1talk@yahoo.com
2015-12-23, 13:18 من طرف سيمو فاسي
موضوع: بمناسبة مرور شهر على حادثة "الإثنين الأسود" إليكم هذا المقال 
