طالِبَةٌ في الصَّفِّ الأوَّلْ ** مثلُ البَدْرِ وَلَكِنْ أَجْمَلْ
رفعَتْ لِلأُستاذَةِ يَدَها ** هَلْ لي مِن لُطفِكَ أنْ أَسألْ؟
أستاذةُ! تُهْتُ فما أدري ** مِن حَيْرةِ فِكرِي ما أَفْعَلْ؟
كنْتُ أَرى تَقْبيليَ أُمِّي ** حُبًّا والحُبُّ لِـمَنْ قَبَّلْ
فَإِذا بِي أَسْمَعُ أُغْنِيَةً ** لِلحُبِّ بِها معنًى أطولْ
ورأيْتُ المَعنَى الآخَرَ لَـمَّا ** أبصرتُ قناةَ المُستَقبَلْ
أبصَرْتُ رِجالاً ونِساءً ** عَيني مِن رُؤيتِهِم تَخجَلْ
وسَمِعْتُ بِعيدِ الحُبِّ فَهَلْ ** ألبسُ فُستانِي إِنْ أَقْبَلْ؟
هل أَحملُ في كَفِّيَ وَرْداً؟! ** أم أُوقد بِالفَرحِ المِشعَلْ؟
هل هذا الحبُّ؟ كما زعَمُوا ** أو ذلك معناه الأَمثلْ؟!
ما الحُبُّ؟ أجِيبيني إنِّي ** بِخفايا قِصَّتِه أَجْهَلْ
أطرَقَتِ الأُستاذةُ: ماذا ** أنطِقُ؟ أيُّ المنطقِ يُعقَلْ؟
أألُومُ التَّربيةَ الجَهلَى ** أم أَرثي والِدَها الأَجهلْ؟
يا طِفلتيَ الحلوةَ مَهْلاً ** قَلبُكِ غَضٌّ لا يتحمَّلْ
سُدِّي أُذُنيْكِ ولا تَسَلِي ** فجوابي مُرٌّ كالحَنْظَلْ
سارتْ بِالغَيِّ رَواحِلُنا ** يا لَلأمَّة! أين سَترحَلْ؟
نتركُ بابَ الشَّرعِ ونَجثو ** نَطرقُ بابَ الكُفر المقفَلْ
يَعوَجُّ بنا الدَّربُ كَخطٍّ ** باليُمنى سطَّرهُ الأشولْ
الحُبُّ حِكاياتٌ حَمقَى ** تَهدِمُ فِكرَ الجيل بِمِعْوَلْ
صارتْ حاءُ الحبِّ حَراماً ** والباءُ بِداياتُ المَقتَلْ
الحبُّ السَّافِلُ دَركاتٌ ** يُصْعَدُ منهنَّ إلى الأسفلْ
نظرَةُ طيشٍ ثمَّ كَلامٌ ** شَهوانيُّ اللَّفظِ مُضَلَّلْ
الحُبُّ لَدَيهِم تَحطيمٌ ** لمبادئِ مَنهجِنا الأكمَلْ
لا عِفَّةَ لا طُهرَ فَسُحقًا ** يا أصحابَ الحُبِّ الأحْوَلْ
كلٌّ ينطق بالحبِّ وما ** أبأسَ مَنْ قال ولَم يفعلْ!
أسهل حرفيْن بِنُطْقِهِما ** وعَسيرٌ تحقيقُ الأَسهلْ
الحبُّ صَفاءٌ ووفاءٌ ** وسِياجٌ بالحِشمةِ مُقفَلْ
الحُبُّ هو الطُّهرُ الأَنقَى ** يَسقي القلبَ كَمَاءِ الجَدولْ
يا طِفلتيَ الحبُّ مَرامٌ ** أسْمَى مِن سَقَطات مُغفَّلْ
ليس الحبُّ حَكايا سَفَهٍ ** أُعجِب ذاك وذاك تغزَّلْ
سيموتُ هواهُمْ وستَبقى ** حسراتٌ بالوِزرِ تُحَمَّلْ
ما عيدُ الحبِّ سِوى بِدَعٍ ** بِيَدِ الإعلام لنا تُنقَلْ
يا لَذوي التَّوحيدِ! لِماذا ** نفذَ الكُفرُ بِهِم وتغَلغَلْ؟
مَنْ عرفَ الحُبَّ كَمِلَّتِنا ** نحنُ أجلُّ بذاك وأعدَلْ
تعريفُ الحبِّ مُواءمةٌ ** وَوِفاقٌ في الله مُؤَصَّلْ
مَنْ جعلَ الزَّوجيَّةَ سَكَناً ** ومودَّةَ عيشٍ لا تفشَلْ
علَّمنا المختارُ حياةً ** أسْمَى والحبُّ بها أجْمـلْ
مَنْ كَرَسولِ الله مُحِبٌّ ** هو حقًّا قائدُهُ الأوَّلْ
قد ملأَ القلبَ لعائِشةٍ ** حُبًّا يا لَلْحبِّ الأمثلْ!
يَحْبِسُ كي تبحثَ عن عِقْدٍ ** جَيْشاً بالعُظماء مُبجَّلْ
يا طفلتيَ الدِّينُ عظيمٌ ** أرحبُ في التَّشريع وأشْمَلْ
يَسقي الإسلامُ الحبَّ بِنا ** ما قلبُ الإنسانِ بِجَندلْ
فخُذي أغلى الحبِّ وخَلِّي ** يا غاليةُ الحبَّ الأرْذَلْ
قُضيَ الدَّرسُ لِيحْيا فِكرٌ ** أوشكَ في الطِّفلةِ أنْ يُقْتلْ
ومضتْ والفرحةُ تَغمُرُها ** بِخُطاها العذريَّةِ تَعجَلْ
الآنَ أقولُ لِوالدتي ** درسَ الحبِّ لن أتَمهَّلْ
بِنتٌ بِبراءتِها أمستْ ** نَبتَ الحاضرِ والمستقبلْ
.