المؤسسة الإسرائيلية تنفذ أكبر عمليات تزوير للوجه التاريخـي والديني الإسـلامي والعربي للقدس
أعمال تهويد شاملة في الأسوار والمحيط المجاور في أوسط الجهة الغربية رصدت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " في تقرير صحفي لها صدر الأربعاء 11/3/2009م مشاهد من عمليات التهويد والتغيير غير المسبوقة التي تجريها المؤسسة الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس عبر مشاريع تحمل مسميات متعددة كالتطوير والترميم وهي في الحقيقة مشاريع تهويد وطمس للمعالم الإسلامية والعربية في القدس القديمة.
وذلك من خلال جولة ميدانية شاملة للبلدة القديمة ومحيطها ، وأكدت " مؤسسة الأقصى " في تقريرها الصحفي أن المؤسسة الإسرائيلية تنفّذ في هذه الأيام أكبر عمليات تغيير وتزوير للوجه التاريخي والديني الإسلامي والعربي للبلدة القديمة بالقدس ، تشمل أسوار البلدة القديمة وأبوابها والمحيط الملاصق للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك ، وكذلك للأحياء المقدسية داخل الأسوار ، كما تسعى المؤسسة الإسرائيلية الى عمليات تغيير واسع للطابع الديني للقدس من خلال مشاريع سياحية وترفيهية تتناقض مع الطابع الديني الإسلامي في القدس ، وتنظيم حفلات الرقص الصاخب وتشجيع افتتاح الخمارات ليلاً ، والتركيز على منطقة حائط البراق على انها " حائط المبكى " المقدس في الديانة اليهودية ، وأشارت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " أن المؤسسة الإسرائيلية قد ألقت مهام تنفيذ هذه المشاريع والتي ستسمر لعدة سنين على عدد من المنظمات والشركات الإسرائيلية أهما البلدية العبرية في القدس ، وما يسمى بـ " سلطة تطوير القدس " وما يسمى بـ " سلطة الآثار الإسرائيلية " ، في حين رصدت المؤسسة الإسرائيلية لتنفيذ هذه المشاريع التهويدية مبلغ 600 مليون شيقل ( 150 مليون دولار أمريكي). هذا وبدأت المؤسسة الإسرائيلية بمشروعها الشامل بتغيير المعالم والوجه التاريخي والحضاري العربي والإسلامي بعمليات مشبوهة وغير معروفة في مضمونها الحقيقي وتحت مسمى الترميم والتصليح في أسوار البلدة القديمة ، حيث انهت مؤخرا عمليات تهويد شاملة في أقصى الزاوية الغربية الشمالية من السور ، وأنشأت بالجوار حديقة ومتنزهاً عاماً ملاصقاً للجدار وسمّته " كيكار تساهل – جادة الجيش " ، كما وأنهت مؤخرا أعمالاً مماثلة في أقصى الزاوية الشرقية الشمالية للسور التاريخي للقدس ، كما وقامت بأعمال رصف لبلاط جديد في منطقة باب الساهرة ، لا يمت بصلة للعمران التاريخي للقدس ، في نفس الوقت تجري أعمال تجريف في مناطق متعددة على أجزاء طويلة من السور الشمالي ، كما وتقوم المؤسسة الإسرائيلية في هذه الأثناء بعمليات تغيير في مناطق واسعة من السور في الجهة الغربية وأقصى الجهة الجنوبية الغربية لأسوار البلدة القديمة . الى ذلك فقد أنهت المؤسسة الإسرائيلية قبل أشهر عمليات تغيير في معالم باب النبي داوود ودشنت عملها هذا باحتفال تضمن بين حضوره أفراد من الجيش الإسرائيلي الذي هاجموا حي الشرف في عام 1948م ، ولم يستطيعوا احتلاله يومها ، وأعلنت المؤسسة الإسرائيلية مؤخرا انها ستجري أعمال تطوير بحسب ادعائها لباب الخليل وباب الساهرة وتغيير مسالك السير والمحيط المجاور لأبواب البلدة القديمة في القدس . في هذه الأثناء أنهت المؤسسة الإسرائيلية تحويل عدد من المساحات المحيطة بأسوار القدس القديمة الى حدائق عامة وزرعتها بالعشب الأخضر وبعض الأشجار ، وأعلنت انها ستحول كامل محيط البلدة القديمة الى حديقة عامة. في نفس الوقت فقد واصلت المؤسسة الإسرائيلية استيلائها على عدد من الأبنية والعقارات العربية والإسلامية في البلدة القديمة بالقدس ، حيث تقوم بعمليات تغيير واسعة لمعالمها ومن ثم استعمالها لأهداف تهويدية ، ومن أبرز هذه العقارات والأعمال ما يجري في حارة الشرف ، وأقصى غرب حي المغاربة ، وبعض العقارات في اقصى شارع الواد ، وأخرى بالقرب من مسجد النبي داوود ووقف آل الدجاني في الموقع نفسه ، وأعلنت المؤسسة الإسرائيلية ان بحوزتها مخططاً شاملاً لتغيير معالم العقارات والدكاكين على طول شارع الواد، وهي من المناطق المهمة والرئيسية في البلدة القديمة . وتسعى المؤسسة الإسرائيلية أيضا الى تغيير الطابع والوجه التاريخي للبلدة القديمة بالقدس ، من خلال نصب شبكات الإضاءة الكهربائية في مواقع تعلن عنها انها ذات أبعاد دينية للمجتمع اليهودي خاصة في منطقة النبي داوود وحائط البراق ، وأعلنت انها ستكثف من أعمال الإضاءة هذه في الوقت القريب .
وتترافق أعمال التغيير والتزوير هذه بتغيير أسماء الشوارع من الأسماء العربية الإسلامية التاريخية الى أسماء عبرية ، وتوثيق ذلك في إعلاناتها ، كما حصل في منطقة مدخل سلوان على بعد أمتار من السور الجنوبي للمسجد الأقصى ، حيث أطلقت اسم شارع " معاليه دافيد " على شارع وادي حلوة بسلوان و " جاي هينوم " على شارع " وادي الربابة " ، وأعلنت المؤسسة الإسرائيلية انها ستقوم بتغيير جميع لافتات الشوارع في البلدة القديمة ، ولم يعرف هل ستقوم بتغيير الأسماء أم الإبقاء عليها ؟!.
وفي خطة خطيرة لتغيير الوجه والطابع الديني الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس وجوار المسجد الأقصى ، فقد نظمت المؤسسة الإسرائيلية مؤخرا مهرجانات سياحية ترفيهية شملت سهرات ليلية على أنغام الموسيقى الصاخبة ، وامتد تنظيم هذه السهرات الى ساعات الليل المتأخرة ، وأشارت المؤسسة الإسرائيلية أن هذه السهرات الغنائية الصاخبة جذبت الكثير من المشاركين ، وشجعت على افتتاح الدكاكين في ساعات الليل ومن بينها الخمارات " بابيم " ، وأعلنت المؤسسة الإسرائيلية انه من ضمن مشروعها التهويدي في القدس فإنها ستكثف من هذه المهرجانات الغنائية الصاخبة في الفترة القريبة ، وطبعا غني عن الإشارة ان مثل هذه الحفلات والمهرجانات تتنافي كلياً مع الطابع الديني الإسلامي لمدينة القدس ، وتهدف المؤسسة الإسرائيلية منه الى تقليل التواجد العربي والإسلامي في القدس القديمة إن كان ليلا أو نهاراً . في ختام تقريرها الصحفي ذكرت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " إنها رصدت ووثقت عددا من مشاهد التغيير والتزوير والتهويد المذكورة ، في حين وجهت نداءً للحاضر الإسلامي والعربي الى ضرورة التسريع بتنفيذ المشاريع التي تحفظ عروبة وإسلامية القدس ، وتحفظ وتصون قدسية المسجد الأقصى المبارك ، والأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ، وقالت " مؤسسة الأقصى:" أنه لا يعقل ان تواصل المؤسسة الإسرائيلية مشاريعها التهويدية الشاملة للقدس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى ، دون ان نقوم بمشاريع صيانة وحماية للمسجد الأقصى ولمدينة القدس ، وإننا إذ نضع بين يدي الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني هذا التقرير الموثق فإننا نطالبهم بالوقوف عند مسؤولياتهم تجاه القدس والأقصى على المستوى الرسمي والشعبي والمؤسساتي ، فالقدس اليوم تهوّد والأقصى يستهدف ، فهل ننتظر حتى تضيع القدس ويضيع المسجد الأقصى؟!".