كم من سؤال حائر يبديه طفل في شجون ؟
كم من دموع قد جرت تروي أحاديث المنون ؟
كم من بلاد دمرت في ظل دورات السنون ؟
كم من دماء أزهقت والكون يغفو في سكون ؟
كم من بنات يتمت ؟ كم من نساء رملت ؟ والناس تهتف بالفنون !
هذي البحار دماء أمتنا تسيل ... ولا عزاء
هذي مآقي أمتي تبكي بدمع من دماء
أشلاء أمتنا ترامت في الفضاء لتشتكي طعم البلاء
ونرى شباب المسلمين يعيش مسروراً سعيداً في صفاء
ويرى مآسي أهلنا ، ويظل ينعم بالرخاء
كيف السبيل إلى اعتذار عند رب العالمين ؟
كيف الوقوف أمام عار ليس تمحوه السنين ؟
تاريخ أمتنا سيحكي بجبين مقطب عن عصرنا عصر الطغاة الظالمين
ويظل يروي دائماً أنا وقفنا عاجزين
أنا وقفنا لا مغيث يصد جند الحاقدين
كم من سجين في بلادي يشتكي عجزاً وقهراً
كم من صغير قد روى بدمائه مأساتنا عداً وحصراً
كم من عدو قد نوى في أرضنا ظلماً وشراً
ونرى رجالاً يلعبون ويمرحون غنى وبطراً
والمسلمين يذبحون ويأسرون ولا مغيث يفك أسراً
إني لأرثي أمة تبغي السلام مع اليهود
أولم نرى تاريخهم في نقضهم كل العهود !
أولم نرى في عصرنا ماذا يحل بذي الوعود !
وكأننا لم نستمع في ذكر ربي عن مواعيد اليهود !
هذي جراح المسلمين تصيح لكن كيف يسمعها الرقود
إن اليهود وإن بدوا يبغوا السلام فلا سلامٌ مع يهود
لم نستكين ونحن أحفاد الكرام السابقين ؟
لم نستكين ونحن جند للإله الحق رب العالمين ؟
لم نستكين وشرعنا شرع قويم فيه هدي مستبين ؟
لم نستكين ؟ وأمرنا : بين انتصار المؤمنين
أو أن نموت فنمضي للجنات مرفوعي الجبين
سنظل دوماً في القيود مكبلين
إلا إذا عدنا اقتبسنا شرعنا من خير دين
ومضت أفواجنا تبغي قتال المعتدين
ودعونا الناس للحق وللهدي المبين
ورفعنا رأسنا ... نحن الهداة المهتدين
نحن الذي سعوا ليبنوا للدنا مجد الأُباة الأولين
فهناك يرجع عزنا ... ويعود مجد المسلمين