جزاك الله خيرا أخي على مجهودك
لي ملحوظة , و نصيحة من أخ يحبك و أنت لا تعلم مدى حبي لك .
أرى أنك قلت أولا أن الحديث قدسي و قلت بالحرف -قال تعالى في حديث قدسي - و ذاك خطأ سقطت فيه دون قصد و أحسبك كذلك , بعدها طرحت عليك سؤالي فأجبتني -روى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل فقال... - .
أرى أنك قد وقفت على الخطإ فأقبل نصحي و صححه .
تعريف الحديث النبوي إصطلاحا وهو كل ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .
تعريف الحديث القدسي إصطلاحا و هو ما يضيفه النبي صلى الله عليه و سلم إلى الله تعالى ’أي أن النبي صلى الله عليه و سلم يرويه من كلام الله ’ فالرسول صلى الله عليه و سلم راوي لكلام الله تعالى بلفظ من عنده و إذا رواه أحد عن رسول الله مسندا إلى الله عز و جل , فيقول -قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه عز و جل , أو يقول -قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى .
و الشاهد عندي أنك أخطأت فالحديث الذي سردته حديث نبوي و ليس حديثا قدسيا ,لأن المخاطب لرسول الله هو جبريل عليه السلام و الله أعلم .
سألتك أمس , حقيقة و نيتي صالحة و الله أعلى و أعلم بالنيات , لأحثك على أن تبحث لعلك تقف على خطئك , ولغيرتي على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم , و لحبي لك في الله كأخ مسلم , وواجب علي نصحك .
فعن تميم الداري قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة " قالوا لمن يارسول الله ؟ قال " لله وكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين وعامتهم أو أئمة المسلمين وعامتهم
رواه أبو داود و مسلم و النسائي و الإمام أحمدأما تخريج الحديث صححه الألباني , نعم أوافقك الرأي .
" أتاني جبريل , فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت , فإنك
مفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزي به , و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل و عزه
استغناؤه عن الناس " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 505 :
روي من حديث # سهل بن سعد و جابر بن عبد الله و علي بن أبي طالب # .
1 - أما حديث علي , فيرويه زافر بن سليمان عن محمد بن عينية عن أبي حازم عنه
مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 61 / 2 - من الجمع بينه و بين
" الصغير " ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 62 ) و أبو نعيم في " الحلية "
( 3 / 253 ) و الحاكم ( 4 / 324 - 325 ) و قال : " صحيح الإسناد " !
و وافقه الذهبي !
قلت : و هو من تساهلهما و خاصة الذهبي ! فإنه أورد زافرا هذا في " الضعفاء "
و قال : " قال ابن عدي : لا يتابع على حديثه " . و قال الحافظ : " صدوق كثير
الأوهام " .
2 - و أما حديث جابر , فيرويه الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عنه .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1755 ) و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " .
قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
الأولى عنعنة أبي الزبير , فإنه كان مدلسا .
و الأخرى : ضعف الحسن بن أبي جعفر . قال الحافظ : " ضعيف الحديث مع عبادته
و فضله " .
3 - و أما حديث علي , فيرويه علي بن حفص بن عمر حدثنا الحسن بن الحسين عن زيد
بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عنه .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 202 ) و قال : " غريب من حديث جعفر عن
أسلافه متصلا لم نكتبه إلا من هذا الوجه " .
قلت : و هو ضعيف , علي بن حفص و الحسن بن الحسين لم أعرفهما . و زيد بن علي هو
ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو الحسين حفيد زيد بن علي الذي ينسب إليه
الزيدية مستور لم يوثقه أحد , و قال الحافظ : " مقبول " . و من فوقه ثقات من
رجال مسلم . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 11 ) من حديث سهل
و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " " بإسناد حسن " .
قال المناوي عن الحافظ ابن حجر : " و قد اختلف فيه نظر حافظين , فسلكا طريقين
متناقضين , فصححه الحاكم و وهاه ابن الجوزي و الصواب أنه لا يحكم عليه بصحة
و لا وضع و لو توبع زافر لكان حسنا لكن جزم العراقي في " الرد على الصغاني
و المنذري في " ترغيبه " بحسنه " .
قلت : و هو الصواب الذي يدل عليه مجموع هذه الطرق و الله أعلم
إنتهى كلام الشيخ الألباني رحمه الله
أخي أيوب سامحني على طول المقال و السلام عليك و رحمة الله و بركاته