شكرا على افادتنا بموضوع نظم الجمل للطيب بن كيران ولابأس من تعريف العلامة الذي يعتبر منأعيان العلماء والمحدثين بالمغرب،
فهو أبو عبد الله محمد الطيب بن عبد المجيد بن عبد السلام بن كيران الفاسي داراً ومنشأً، شيخ الجماعة بفاس، العلامة النظار، المطلع الحافظ، المفسر الكبير.
ولد بفاس سنة 1172هـ/1758م، من أسرة ابن كيران المشهورة بفاس، كانت هذه الأسرة تقطن في عدوتي الأندلس والقرويين، ومنها التجار والعلماء والقضاة، وهي فروع عديدة، انتقل كثير من أفرادها منذ القديم، إلى مدن شتى.
أخذ الشيخ ابن كيران العلوم الشرعية واللغوية بفاس، فكان من جملة من أخذ عنهم الشيخ محمد التاودي بن سودة، والشيخ عمر الفاسي، والشيخ محمد بناني، والشيخ زين العابدين العراقي، والشيخ محمد بن طاهر الهواري، وغيرهم ممن عاصرهم من علماء فاس، وأخذ عنه قوم لا يحصون، أبرزهم المولى سليمان الذي جمعته معه علاقة حميمية، والشيخ عبد القادر الكوهن، والشيخ حمدون بن الحاج، والشيخ ابن عجيبة، وغيرهم.
تفرد الشيخ في وقته بالجمع بين علمي المعقول والمنقول، والفروع والأصول، وله في العربية باع مديد ونظم سديد، واشتغل بالتدريس في القرويين، ومن الفنون التي درّسها وأجاد فيها: التفسير، والمنطق، والتصوف، والنحو، والبلاغة، وعرف في أكثر هذه الفنون بالاجتهاد لا بالتقليد، لذلك تمتع باحترام كبير من طرف السلطان المولى سليمان الذي كان يستشيره في الكثير من المشكلات والملمات، وبالجملة فالشيخ من أفذاذ العلماء وكبارهم.
ألف تآليف عديدة، تنيف على العشرين، منها: تفسير جليل من سورة النساء إلى غافر، وشرح توحيد المرشد المعين، وشرح الخريدة في المنطق، وشرح ألفية العراقي في السيرة، وحاشية على توضيح ابن هشام، وشرح على الحكم العطائية، وشرح على الصلاة المشيشية، وشرح رسالة المولى سليمان في الكسب، ونظم في المجاز والاستعارة؛ مشهور بين الطلبة وقد شرحه أكثر من عالم، وغير ذلك من التآليف الجيدة التحرير.
توفي رحمه الله يوم 17 محرم الحرام سنة 1227هـ/ 1812م، وكانت جنازته مشهودة، حضرها خلق كثير.