العناية الالهية La providence
Félicité-Robert de Lamennais
1782-1854
– ترجمة السعيد الفقي
(Un petit drame avec une exposition, un nœud, et un dénouement…
des incidents simples avec la beauté de la conclusion.)
" Grands Ecrivains Français " – 1948 par Ch. –M des Granges
كانا جارين
وكان لكل منهما زوجة وعدد كبير من الاطفال الصغار
وعمله الوحيد الذي يعيش منه هو واسرته.
وذات يوم
أبدى أحدهما قلقه الشديد قائلا:
" كيف ستكون حال زوجتي وأطفالي اذا مرضت أو وافتني المنية؟"
وظل هذا الفكر ينخر قلبه كما تقرض الدودة قلب حبة الفاكهة التي تختبيء بها.
وفي نفس الوقت
أصاب هذا الفكر الأب الآخر دون انقطاع
الا أنه قال:
" ان الله الذي يعرف كل مخلوقاته ويعتني بها
سيعتني بي أيضا وبزوجتي وبأولادي "
وعاشا على النقيض
أحدهما يعيش هانئا
بينما الآخر لايذوق لحظة من راحة ولا سعادة داخلية.
........................
وبينما كان هذا المهزوم الحزين يعمل في الحقل
رأى بعض الطيور تدخل أيكة
ثم تخرج.....
وترجع إليها في الحال.......
اقترب من الأيكة فوجد عشين متجاورين
وداخل كل منهما عدد كبير من صغار الطير التي أفرخت حديثا
ولم يظهر ريشها بعد.
ويرجع الى عمله
ولكن يرفع عينيه - من وقت لآخر –
ليتابع هذه الطيور التي تذهب بعيدا عن الأيكة
وتعود بطانا لتطعم صغارها ..........
..............................
وفي لحظة
وعندما كانت احدى أمهات الطيور راجعة مالئة منقارها
خطفها نسر
وطار بها
وكانت الأم المسكينة تطلق صرخات مدوية
وتقاوم بين مخالب النسر.
.................................
ازداد الرجل قلقا وكدرا عما قبل
وقال في نفسه:
" ان موت الأم يعني موت الأطفال
ان اطفالي ليس لهم غيري
كيف ستكون حالهم اذا فقدوني؟ "
...................................
وفي اليو التالي وعند عودته الى الحقل
تخيل هلاك الطيور الصغيرة قائلا:
" لأرين صغار هذه الأم المسكينة
سأجد بدون شك أكثرهم وقد هلك. "
واتجه نحو الأيكة ناظرا حال الصغار
وجدهم على مايرام
ولايبدو على أحدهم المعاناة.......
ولدهشته
اختبأ ليراقب مايحدث ............
وبعد قليل من الوقت
سمع زقزقة رقيقة
ولمح الأم الثانية حاملة – في لهفة – الطعام الذي جمعته
ووجدها توزعه على جميع الصغار دون تمييز
ولم تهمل اليتامى في بؤسهم.
......................................
وفي المساء
حكى كل مارآه لجاره
فرد عليه قائلا:
" لماذا نقلق؟ ...
ان الله لايهمل مخلوقاته أبدا
ان لحبه لأسرارا لا نعرفها أبدا
فلنؤمن
ولنحب
ولنطمح
ولنستمر في طريقنا في سلام.........
اذا مت أنا قبلك
فلتصبح أبا لأولادي
واذا مت قبلي
سأكون أبا لأطفالك
واذا متنا معا
قبل بلوغ أطفالنا سن الرشد
سنكلهم الى ربهم
( يتولاهم ربهم )
الاله الذي في السماء "
Pourquoi s'inquiéter ?
Jamais Dieu n'abandonne les siens.
Son amour a des secrets que nous ne connaissons point.
Croyons,
Espérons,
Aimons,
Poursuivons notre route en paix.