احتل الإنجليز فلسطين في فترة النزع الأخير للدولة العثمانية ، إبان الحملة الاستعمارية الأوربية الصليبية على العالم الإسلامي .
وفي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ، أصبح كل العالم الإسلامي والعربي تقريبا تحت سيطرت الاستعمار الفرنسي والبريطاني والإيطالي وغيره وهبت حركات الجهاد والكفاح والمناضلة في سبيل التحرير ، واستطاعة معظم بقاع الوطن العربي والإسلامي التحرر من قبضة الاستعمار ، وإن كان الاستعمار الثقافي والفكري لا يزال مسيطراً عليها .
وقامت فلسطين تناضل وتجاهد المستعمرين الإنجليز وقطعان اليهود الذين استطاعوا - بالتواطؤ مع بريطانيا - الحصول على وعد من وزير خارجيتها آن ذاك بإقامة وطن لليهود في فلسطين ، وما هذا الوعد إلا تحقيق لمخططات اليهود والصهاينة منذ أزمانٍ بعيده ، وتم إعطاؤهم هذا الوعد عام 1917م من قبل بلفور وزير خارجية بريطانيا ، وبعد حركات جهادية كثيرة ، قرر الإنجليز - وبتخطيط مسبق - الخروج من فلسطين ، وتم ذلك عام 1947م فخرج الإنجليز ، ولكنهم سلموا كل الأراضي الفلسطينية والأسلحة والمعدات لليهود الذين قاموا بدورهم بحرب إبادة وتقتيل للشعب الفلسطيني المسلم ، ليقيموا دولة ، وهب الفلسطينيون للدفاع عن وطنهم ومعهم الجيوش العربية ، وكانت حرب 1948م ، والتي هـزم فيها العرب وأعلن بعدها دولة إسرائيل على التراب الفلسطيني ثم صدرت قرارات هيئة الأمم المتحدة القاضية بتقسيم فلسطين ، قطاع غزة بيد مصر والضفة الغربية بيد الأردن ، وباقي الأرض لليهود ، ولم يرضى العرب بذلك وعقدت المؤتمرات واللقاءات ولكن دون جدوى ، ثم كان العدوان على مصر ، ومن بعده حرب 1967م التي قامت إسرائيل فيها باحتلال كل الأراضي الفلسطينية المتبقية في غزة والضفة الغربية ومن ضمنها بيت المقدس ، وكذلك احتلال سيناء من مصر والجولان من سوريا ، ثم تعقدت المشكلة أكثر وأكثر بعد ذلك ، وانشغلت كل دولة بالمطالبة بأراضيها ، ثم كانت حرب 1973م والتي انتصر فيها العرب فعلا ، ولكن تدخل أمريكا وهيئة الأمم أوقف احتمال النصر ، وتبددت الآمال مرة أخرى ، وبعد مدة استطاعت مصر إرجاع سيناء عن طريق الصلح مع اليهود ثم قامت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان والقضاء على أهم معاقل حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة ، وخرج الفلسطينيون من لبنان وتفرقوا في الأرض إضافة إلى التفرق والتشرد الأول عام 1948 م ، و 1967م وما بينهما وما بعدها ، وضاعت الأرض المباركة أرض فلسطين ، أرض الأقصى ، أرض الأنبياء بين حقد اليهود وتصميمهم - هم ومعاونيهم -، وبين تقصير العرب والمسلمين ، وعقدت - ولا تزال تعقد - المؤتمرات والاتفاقات والزيارات والاجتماعات الكثيرة ، ولكن دون جدوى ، ففي كل مرة تتمخض هذه ، وتلك عن الشجب والاستنكار .
هذه - باختصار شديد - هي قضية فلسطين التي التي هي قضية الأمة الإسلامية بأسرها ، والتي تحتاج من كل مسلم الدعم والتأييد بكل ما يستطيع ، ولن يكون النصر للفلسطينيين ولا للمسلمين كافة إلا بالتمسك بالإسلام الحق ، ورفع راية الجهاد الإسلامي الصادق ، ورفع شعار لا إله إلا الله والله أكبر فقط لا غير ، وسيقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً . ولا يزال التحقيق مستمرا في قضية فلسطين ، هذا التحقيق الذي استمر أكثر من عاماً ، وسينتهي بإذن الله بالنصر المبين بصرخات الله أكبر وحي على الجهاد ، لا بالمؤتمرات والخطب ، ولا بعقد الصلح - فاليهود لا ذمة لهم ولا عهداً - ولا بالركون إلى الأعداء ومواعدتهم ، فقد أثخنوا في الأرض ، وتجاوزوا الحد في الإيذاء وسفك الدماء ، وما النصر إلا من عند الله .
وها هو الصلح الأخير مع إسرائيل الذي نتج عنه قيام السلطة الفلسطينية في داخل فلسطين على جزء صغير من أرض فلسطين ولا تزال إسرائيل تراوغ وتماطل في إرجاع ما تم الاتفاق عليه من الأرض الصغيرة وهاهي في كل يوم تقتل وتهدم وتشرد ، ولا تزال المؤتمرات والاجتماعات تعقد وتعقد وعسى الله أن يأتي بالفرج من عنده .
عن موقع
http://www.aselh.net/