دمرتم معلمة بكاملها... منارة كان يهتدي بها طلاب العلم, كما يهتدي راكب البحر ليلا بالنجوم... أفلتم نجما ساطعا بلغ إشعاعه قطبي كوكب الأرض. لماذا؟ طبعا لحاجة في أنفسكم؟؟ فبعد أن كان صيتها يبلغ القاصي والداني ... وبعد أن كانت تتبوأ المراكز الأولى ... جعلتم منها محجا للمفسدين, وأخرجتموها من ركب الرواد.. أسأتم لها باستغلالكم لما يصرف من طرف المحسنين لترميم جدرانها... دفنتم مجدا كان ينبع من بين أسوارها... لطالما حدثني جدي عن حلقاتها العلمية المنوعة... كنت حينها غلاما يافعا لم أكمل عقدي الأول... كانت تراودني أمنية الالتحاق بحلقاتها صباح مساء... كنت كثيرا ما أفرح لسماع دعاء جدتي وهي تقول : اللهم اجعل حفيدي من غلمانها... ومكنه من ارتشاف العلم على يد أكابر علمائها... مرت السنون... أتممت عقدي الثاني... أتممت دراستي الثانوية... تمكنت من الالتحاق بملحقة من ملحقاتها... ولجت رحابها وقلبي ممتلئ عن آخره بحبها, لما ترسخ في ذهني من صدى طيب تركه حديث جدي وأدعية جدتي... كان أملي أن أعيش ما تخيلته عقدا من الزمان... لكن.. مع الأسف...؟ خاب أملي.
فمن أنتم...حتى تخيبوا آمال آلاف الطلاب؟؟؟