بعد أزيد من شهرين ونيف والدراسة مُقاطَعة بكلية الشريعة التابعة لجامعة القرويين, من طرف طلاب هذه الكلية التي طالها التهميش -شأنها شأن باقي الكليات التابعة للجامعة المذكورة- هذه الجامعة التي لم يتبقى لها من الجامعة إلا الاسم -رغم كونها تخضع لمقتضيات القانون صفر واحد صفرين 00.01 ,إلا أنها تعيش حالة من التخبط والفوضى والارتجالية في التسيير, حيث أن الأمور تمشي دون تخطيط أفقي مستقبلي- أو بعبارة أخرى يمكن شرح مدلولها بكونها جامعة العمداء الدؤماء على الكراسي... حيث أنها جامعة بدون رئيس لمدة 11 سنة أو أكثر. أما عمداء جامعاتها الأربع فمتربعون عن كراسيهم مدة طويلة من الزمن باستثناء كلية الشريعة فاس. والتي عولج بها هذا الأمر بشكل ترقيعي تتحمل فيه الإدارة الوصية المسؤولية عن عدم استئصال الجرح بشكل لا ينبعث بعده أبداء...
كان هذا مجرد كلام جرنا إليه السياق , ما يهمنا من وراء كتابة هذا المقال هو الحالة النفسية التي يعيشها طلبة كلية الشريعة بأيت ملول والمعاناة التي يعانونها جراء مقاطعتهم للدراسة منذ أزيد من شهرين , وبعبارة أخرى منذ بداية السداسية الثانية.
تجدر الإشارة إلى أن مقاطعة الدراسة من طرف طلاب هذه الكلية كانت بمثابة ثورة ضد خروقات سافرة تعيشها الكلية منذ أمد بعيد: يتعلق الأمر بالزبونية والمحسوبية وتهميش الطالب وإهانة كرامته من بعض الأساتذة... إلا أن النقطة التي أفضت الكأس هي تورط أحد الأساتذة (ع-أ) في قضية جنسية. فهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع بالطلبة لمقاطعة الدراسة احتراما لكرامة أخواتهن الطالبات -اللواتي أصبحن عرضة للتحرش من طرف هذا الأستاذ الذي يكرههن على ذلك تحت وطأة وإكراه النقط التي لم يعد لتوزيعها معيار أساسي داخل أسوار هذه الكلية المهمشة عن قصد...- هذا من جهة, واسترجاعا لكرامة الطلاب بشكل عام التي تهان من طرف هذا الأستاذ الذي يطلق العنان للسانه ليسب طالب كلية الشريعة الحامل لكتاب الله عز وجل, على مسمع من إخوانه الطلبة... من جهة أخرى- مما دفع ببعض الطلبة الغيورين على كرامتهم إلى خوض مقاطعة مفتوحة مطالبين برحيله من داخل مدرجات وأسوار الكلية ومعلقين مواصلة الدراسة بتحقيق هذا المطلب دفاعا عن كرامتهم ورغبة منهم في إزالة رموز الفساد من كلية الشريعة أكادير بشكل خاص ومن الجامعة بصفة عامة...
وبطول فترة المقاطعة التي لم تلق أذانا صاغية , بدأ اليأس يتسرب لنفوس بعد الطلاب الذين انقطع طول نفسهم بسبب ما يمارس عليهم من ضغوط نفسية, وما يتوجسونه بخصوص فصل أبيض . حيث أن بعضهم هدد بإحراق الإدارة في حال وقوع ذلك.
والحقيقة أن إدارة الكلية ليس في صالحها مرور فصل دون نتيجة مما سيدفع بها لا محالة إلى تشريع سداسية صيفية تستدرك بها السداسية التي أوشكت على الانقضاء ولم يدرس فيها الطلبة مجرد درس واحد؟؟؟
فمن يا ترى يملك الحل لطلبة هذه الكلية العريقة؟ ومن المسؤول عما يقع بهذه الأخيرة من تجاوزات ؟ وهل هذا مخطط لضرب العلم الشرعي, أم مجرد عبثية في التسيير؟
هذه الأسئلة وغيرها حيرت جميع طلاب القرويين وكذا الغيورين على الشريعة والشرع.
ولا زالت جامعة القرويين ترزح في مشاكلها, وتستغيث, فهل من مغيث؟