لقد تم الجدل في هذا الأمر حول كثرة الرجال أو النساء و الصحابة رضوان الله عليهم أحياء
قيل ان النساء أكثر أهل النار، وهن أيضا أكثر أهل الجنة ، وذلك لأنهن أكثر ولد آدم، بمعنى أن نسبة النساء في الناس أكبر من نسبة الرجال ، فلكل رجل في الجنة زوجتان من الإنسيات بالإضافة إلى الحور العين. وما صح أن النساء أقل أهل الجنة فمحمول على أنه قبل خروج العاصيات منهن من النار في بداية الأمر.
روى مسلم في صحيحه عن عمرو الناقد ويعقوب بن إبراهيم الدورقي عن ابن علية عنأيوب عن محمد قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا : الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟فقال أبو هريرة : أو لم يقل أبو القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوإ كوكب دري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب ".
وفيه رواية أخرى عن ابن أبي عمر عن سفيان عن أيوب عن ابن سيرين قال: اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر فسألوا أبا هريرة فقال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابن علية .
قال النووي في شرح الحديث ( صحيح مسلم يشرح النووي ج17 ص171-172): (( والعزب من لا زوجة له، والعزوب : البعد , وسمي عزبا لبعده عن النساء , قال القاضي: ظاهر هذا الحديث: أن النساء أكثر أهل الجنة . وفي الحديث الآخر أنهن أكثر أهل النار , قال : فيخرج من مجموع هذا أن النساء أكثر ولد آدم , قال : وهذا كله في الآدميات, وإلا فقد جاء أن للواحد من أهل الجنة من الحور العدد الكثير )).ومعنى الكلام أنهن أكثر ولد آدم .. أي أن النساء أكثر خلق الله، ولذا هن أكثر فى الجنة وأكثر فى النار .
قال شيخ الإسلام ابن تيميةكما في مجموع الفتاوى (6/432) : " لِأَنَّ النِّسَاءَ أَكْثَرُ مِنْ الرِّجَالِ إذْ قَدْ صَحَّ أَنَّهُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ وَقَدْ صَحَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتَانِ مِنْ الْإِنْسِيَّاتِ سِوَى الْحُورِ الْعِينِ وَذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ النِّسَاءِ أَكْثَرُ مِنْ الرِّجَالِ وَكَذَلِكَ فِي النَّارِ فَيَكُونُ الْخَلْقُ مِنْهُمْ أَكْثَرَ ".
وإذا صح ما ذكره شيخ الإسلام فلا يتعارض مع كونهن أكثر أهل النار لأنهن أكثر من الرجال مطلقاً .
وزد على ذلك أن حديث : " يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار " المخاطب به ابتداءً نساء المؤمنين اللواتي مآلهن إلى الجنة لذا علل كثرتهن في النار بأمور دون الكفر الأكبر ولا توجب الخلود في النار، وهي الإكثار من اللعن ، وكفران العشير ، واذهاب لب الرجل الحازم . ولهذا كان الترغيب بالصدقة لتكفير الخطايا عنهن .
ولكن قد روى مسلم في صحيحه عن عمران بن حصين رضي الله عنه : قال رسول الله : " إن أقل ساكني الجنة النساء " . ووفق بعضهم القول فقال يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النارو أما بعد خروجهن بواسطة الشفاعة و رحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال ( لا إله إلا الله ) فالنساء في الجنة أكثر وحينئذ يكون لكل واحد منهم زوجتان من نساء الدنيا و أما الحور العين فقد تكون لكل واحد منهم الكثير منهن .
و هذا أيضا لا ينافي أن كل واحد من أهل الجنة له أكثر من زوجة من نساء الدنيا .. لأن المراد بالنساء اللواتي هن أكثر النار من كانت منهن من ذرية آدم.
والله أعلم.