روى الإمامُ الحافِظُ قِوَامُ السُّنَّةِ أبو القاسِم الأصبهانيُّ التَّيْمِيُّ، المُتوفَّى سَنَة (535هـ) -رحمهُ اللهُ- في كتابِهِ «الحُجَّة في بيانِ المَحَجَّة» (377) مِن طريقِ عُروة، عن عائشة -رضيَ اللهُ عنها-، أنَّها ذُكِرَتْ عند رجلٍ، فسبَّها!
فقيل له: أليست أُمَّك؟!
قال: ما هي بأمّ!
فبَلَغَها ذلك، فقالت:
«صدق؛ إنَّما أنا أمُّ المؤمنين، وأمَّا (الكافرين) فلستُ لهم بأمّ».
قلتُ:
وقد حَرَّكَ هذا الأثرُ مشاعِري -فقُلتُ-:
أنا أُمٌّ لأهل الحقِّ منكُم * * * وأهلُ الكُفْرُ لستُ لهم بأُمِّ
فذِكْرِي عند أهلي ذا دواءٌ * * * وأمَّا عند أعدائي كسُمِّ
وذاكرُ أُمِّهِ بالخيرِ يُرْجَى * * * له خيرٌ فكالجَبَلِ الأشَمِّ
ودَعْ عنك الروافضَ قومَ سوءٍ * * * وبابَ السُّوءِ دوماً لا تَؤُمِّ
فحقُّ الصحبةِ الغَرَّاءِ عِزٌّ * * * ونورُ الحقِّ يُسْمِعُ لِلأَصَمِّ
وهذا الحقُّ ليس به امتراءٌ * * * ومَن يَفْرِي بكِذْباتٍ فذُمِّ
ومَن عَكَسَ الحقائقَ بانحرافٍ * * * بلا بصرٍ، ولا سَمْعٍ، وشَمِّ
زُبالاتٌ لأفكارٍ ضلالٍ * * * فهيَّا صَرِّفَنْ سوءاً وقُمِّ
وأمّا (كاسـرٌ) ذاك خبيثٌ * * * فسينٌ منهُ (فاءٌ) فَلْتَضُمِّ
فقلبي نحوَ (أصحابٍ) سليمٌ * * * وذِكْرُهُمُ يُفَرِّجُ كُلَّ هَمِّ
فعائشةُ الحَصَانُ فِداهَا نفسِي * * * وزِدْ هذا الفِدا بأبي وأُمِّي
فواللـهِ الجليلِ يهونُ غالٍ * * * ويُهْرَقُ في دِفاعِي عنهَا دَمِّي
ومعتقدٌ لِذا عندي عزيزٌ * * * كَوِلْدِي بل أخي قُل وابنِ عمِّي
* * * * *