[right][b]«الصحيفة هي الصلاة العلمانية الصباحية للإنسان الحديث». هيغل ( 1770-1831).
يلعب الإعلام دورا رئيسا في تشكيل الرأي العام وتوجيهه، كما يمتلك قدرة هائلة على إبراز وبلورة الكثير من المفاهيم والقضايا التي تعجز وسائل الاتصال بالجماهير التقليدية زرعها وترسيخها في المجتمع. فصياغة «خبر صحافي» لمشهد يومي بسيط، وبأسلوب صحافي مثير، مع إبرازه في موقع الصدارة في الصحيفة، يعد ضربة كافية لتشويه الصورة الرمزية لأي شخصية، أو مؤسسة فاعلة، وزعزعة قداسة القناعات القديمة لدى الكثيرين -وإن كان ذلك الخبر بخلاف ما هي عليه حقيقته-، ليغرق بعدها المستهدف من الخبر في بحور التأويلات والتفسيرات والأسئلة وردود الأفعال الساخطة والمتصاعدة إلى مستويات عنيفة في بعض الأحيان، حينها لا يكفي التراجع عن الخبر وتكذيبه، أو حتى الاعتذار في ترميم وتصحيح الصورة الجديدة المتشكلة.
ولا يقتصر تأثير الإعلام المعاصر على الأفراد، بل على رأس قائمة المستهدفين النخب الحاكمة والفاعلة، التي أضحت مجبرة على مجاراة المزاج الشعبي السائد، وبلورة ردود أفعال تحاكيه وتستجيب له، بعد نجاح الأجهزة الإعلامية في تعليق جرس المسؤولية.
فالإعلام كان ولا يزال مصدر تهديد لأي سلطة رمزية لما يمتلكه من أدوات ضغط قادرة على تزييف الحقيقة أو تجميل الصورة البشعة، بل إنه سلطة حقيقية موازية لاشتغال وأهمية السلطات الثلاث المكونة للدولة الحديثة (السلطة التنفيذية، السلطة التشريعية، السلطة القضائية)، وهو شريك أساسي في مشروع التحديث والإصلاح.
بيد أن هذا الشريك خفي في ممارسته لدوره التنموي، والغائب الأبرز عن خطط التحديث؛ فهو يمارس مجمل حقوقه وأنشطته من وراء ظلال الحرف، والكلمة، والصوت، والصورة، وبأشكال وأنماط معظمها غير مباشر، وغير متراكم، تبعاً للأهداف والسياسات المرسومة لكل مؤسسة إعلامية، وغاياتها، وصولا إلى مصالح ورغبات الممولين والداعمين.
فالسؤال المطروح هنا هو :[/b][/right]
[right][b]هل يمكن الوثوق بكل خبر تناولته صحيفة ما و خصوصا حينما تصير هي الوحيدة دون الصحف الأخرى تعطي أهمية لنفس الموضوع ؟[/b]
[/right]